إنتاج الأرز بمشروع الجزيرة .. حقيقة ملموسة

أعده المهندس/ حسين عمر كشّه فى 1975

لقدْ كانت زِراعة الأرز حتّى عَام 1974 تقْتصر على مسَاحة 7-8 ألف فدان فى منطقة أوِيل بِمحافظة بحر الغَزال وقدْ بلغ إنتاجُهَا السنوى ما يُقارب الـ3 ألف طن من الأرز الشعير أى بمعدل حوالى 0.4 طن خَام للفدان الواحد وقد درجت الدولة على إستيراد الطلب الإضافى للإستِهلاك حيث إرتفَع الوارِد إلى الضعف بسبب الإستهلاك المتزايد إلى أن بلغ 13 ألف طن أرزاً أبيضاً خلال السنوات الخمسة الآخيرة 1968- 1973 ووصل إلى ماقيمته مليون جنيه سنوياً. ويُتوقع أن يستمر الإستهلاك فى الإزدياد والأسعَار فى الإرتفاع بسبب التزايد السكانى وزيادة تكاليف الإنتاج على المستوى العالمى. ولذلك بَرزت فكرة التوسُّع فى زراعة الأرز بالسودان من خلال برامج العمل المرحلية للإكتفاء الذاتى وتحقيق فائض للتصْدير.

تكاليف إدارة الجزيرة لزراعة الأرز

شَمِلت الدِراسة لإقتصاديات زراعة الأرز كأحَد مشاريع توفير الوارِدَات الزراعية التى قامَت بها وزارة الزِراعة والأغذية والموارد الطبيعية بالتَعَاون مع هيئَة الأغذية والزِراعة التوسُّع فى ثلاثة مناطق هى أويل والدويم بالنيل الأبيض ومشرُوع الجزيرة. وقد حُظِيَتْ منطقَة الجَزيرة بالإختيار للأسْبَاب الآتية :-

•لقد أثبتت نتَائج التجَارب العلْمية التى أُجرِيَت على مستوى هيئَة البحُوث الزراعية فى موسم 71/1972 بواسِطة علمَاء الأبحَاث الزراعية وتحت إشرَاف الخُبرَاء الصينيين على نجَاح زِراعة الأرز فى أرْضِ الجَـزيرة الخَضْراء.
•وقد حققّت التجربة التى طُبقت فى الغيط فى موسم 73/1974 بواسطة إدارة الجزيرة تحت إشراف الخبراء الصينيين فى مسَاحة قدرها 21 فداناً النجاح المنشُود إذ بلغ متوسط إنتاج الفدان 1.75 طن شعير ويُعتبر ذلك مُجزياً بالنسبة لما تُحققه الدول المنتجة للأرز.
•تتوفر لدى إدارة الجزيرة كافة مقومات الإنتاج بالقدْر الذى يُشجع زراعة الأرز لسَد حاجةِ البلاد دون اللِجُوء لرَصْد مصروفات تأسيسية أو خلق كوادر لتقويم مشروع جديد وبالتالى يمكن أن يتم الإنجاز فى أقصر وقْت.

تجميع المعلومات الأساسية عن إنتاج الأرز وتقشيره

وما أن أُتخذ القرَار فى أول نوفمبر 1973 بزراعة 10 ألف فدان أرز بالجزيرة فى موسم 74/1975 كمرحلة أولى حتى تبناه المسئُولون بإهتمام بالغ وروح وطنية عَالية. ولم تكن تتوفر لدى الأجهزة المختصة فى المشروع فى بادئ الأمر المعلومات الكافية لإنتاج الأرز فيما عدا ما أستُمد من خبرات فى إنتاج المحَاصيل الأخرى وما حصل عليه من معْرفة من التجَارب سالفة الذكر مما جعل الجميع يتحركون فى إتجاهات عدّة لزيادة المعرفة نذكر منها مايلى :-

•لقد أمْكَن الحصول على مواد مكتُوبة منها ما توفر لدى هيئَة البحُوث الزراعية بوادمدنى فى شكل كتلوجات وكتيبات ومنها ما حُصِـل عليه بالمكاتبات مع الخَارج.
•لقد أمْكن إيفاد ثلاثة من ذوِى الإخْتصَاص بالجزيرة للوقوف على عمليات زراعة الأرز وتقشيره فى جمْهُورية الصين الشعْبية.
•لقد أمْكَن أيضاً إيفاد أحَد المهندسين لزيَارة كل من كينيا وتانزانيا لِمشاهدة الفبارك المقامة فيها لإعداد الأرز تحت ظروف مُمَاثلة للجزيرة.
وعلى هذا النحْو تمّ تجميع حصيلة ضخمة من المعلومات دعمتها حلقات التوعية التى كان يُجريها الخبراء الصينيون على الطبيعة وما أسهموا به من قدْرٍ وافرٍ من التوجيهات المكثفة والإرشاد عن كيفية إنتاج الأرز.

مسئولية الخبراء الصينيين
هذا ويجدر بالذكر أن مسئولية الخُبَراء الصينيين فيما حددها البرتوكول بيْن حكُومة جمهُورية السُودان الديمقراطية وحَكُومة جمْهُورية الصين الشعبية كمَا أعلنها الخُبراء الصينيون عند أول إجتمَاع موسّع عُقِـد معهم فى 27/4/1974 إنْحصرت فى الآتى :-

(‌أ) إحضار تقـَاوى الأرز – 125 طن لزراعة 2000 فدان

(‌ب) طريقة الإعداد والتنفيذ لزراعة 40 فدان كتجربة للمشاهَدة

(‌ج) تدريب 50 سودانياً لِتولى مسئوليات العمل الإدارى والفنى والاقتصَادى وتدريب المزارعين

(‌د) تقوم حكومة الصين بإمداد المشروع بآلتين لتقشير الأرز وأن بقية مساحة 2.500 فدان (كان مقدراً زراعتها فى بادئ الأمر وآخيراً العشرة ألف فدان) ستكون تحت مسئولية حَكُومة السودان إقتصاديا وفنيـاً.

الجزيرة تدرك ضخامة المسئولية

ومن هُنا إتضح للعَاملين فى المشروع أنهم يقفون أمام تحدى عنيف ووجهاً لوجه أمَام حاجز منيع لا بد من التسلُّح التام حياله مع ضيق الوقْت لإجتيازه. وقد ورَدَ فى خِطاب لاحق للسيد محافظ المشروع السابق فى أول مايو من الكلِمَات ما أكّد وعورة الطريق وعظمَة المسئولية :-

 

"كما تعلمُون (وهو يخاطب المدير الزراعى والباشمهندس الميكانيكى والباشمهندس الزراعى) فإن التوسع فى زراعة الأرز بما يعادل عشرة آلاف فدان يفرِض على إدارة الجزيرة مسئولية كُبرى أرى من واجبى أن أُنبِّه لخطورتها منذ الآن وبما أن الخبراء الصينيين يتجهون إلى التركيز على التجربة الخاصة بهم فإن المسئولين بالإدارة سيقع عليهم كل العبء فى إنجاز هذا العمل بالصورة المشرفة التى تتوقعها منّا الدولة فى مستوى رئيسها".

فهل يا ترى حمل العاملون بالمشروع الأمانة إلى بر السلامة؟ هذا ماسوف أستعرضه فى إيجاز لوصف سريع للنشاطات الميكانيكية بصفه خاصة والصعوبات التى واجهتها مصلحة الهندسة الميكانيكية والنتائج التى أسهمت بقسط وافر فى تحقيقها.

وضوح الخطة للتنفيذ

قلت فى أول نوفمبر 1973 رغم عدم سابق الخبرة بإنتاج هذا المحصول فقد تلقفه العاملون بالجزيرة بمسئولية وشغَف مؤمنين بأنه لن تحول دون تحقيق هذا العمل الوطنى أى عقبة كانت. وقبل إجتماع تم عقده بمكتب السيِّد المحافظ لهذا الغرض فى 9/11/1973 إلتقيتُ بالسيِّد المدير الزراعى حيث بحثنا كيفية تحضير الأرض والزراعة والحصاد بإستغلال وتطييع الإمكانيات الآلية والبشرية المتاحة لإعطاء المستويات المطلوبة من عمق وتسوية للأرض بالنسبة للتحضير إلى آخره. وقد أُتفِق مبدئياً على مكننة كل العمليات بإستخدام إمكانيات القطاع العام من جرارات وعاملين بقسم المحاريث فى مصلحة الهندسة الميكانيكية بمشروع الجزيرة على النحو التالى :-

(‌أ) حرث عميق بالكتربيلار الدِ7 مع السكينة لعمق 9/12 بوصة

(‌ب) تطهير أبوعشرينات لـرى الأرض

(‌ج) ترويـة لكيما تهبط كتل التربـة

(‌د) دسك لتفتيت التربة وتسوية الأرض

(‌ه) تسطيح بجرارات القطاع الخاص.

ثم يتبع ذلك الزراعة بالدِسك العريض مع آلة الزراعة. هذا وقد أجَاز ذلك الإجتماع كيفية أداء العمل من كافة الوجوه بما فيها الأعمَال الآلية الأساسية سابقة الذكر. وتقرر زراعة الأرز فى أرض الذرة (العرش) من الدورة الزراعية. وحُصِـرت التكاليف بما فى ذلك مبلغ 269.675 جنيه سودانى لتغطية المصروفات الرئيسية للآلات والمعدات والمنشئات لإقامة فبريكة لتقشير وتبييض وإعداد الأرز بعد حصاده. كما قُدِّر لتقشير وتبييض وإعداد الطن المقشور مبلغ 6 جنيه وللإنتاجية متوسط 0.7 طن أرز أبيض للفدان بنسبه تصافى التقشير 60% من الأرز الخام. وقد وضحت الرؤية بربط جهات الإختصاص ودفعها نحو غاية موحدة لتحقيق هذه المعدلات وتلك كانت بداية الإنطلاق فى كافة الإتجاهات كلٍ فى مجال إختصاصه بل وفى عمل جمَاعى رائع.

الهندسة الميكانيكية تخوض التجربة

القســـم المساحة بالفدان
الجنــوبى 3000
الوســـط 3000
المسلميــة 250
وادى شعيـر 250
الشمـــالى 250
الشمالى الغربى 250
الهــــدى 1500
ودالمنســى 1500

(‌أ) العملية الأولى – الحَرْث العميق :

صَدَرت أول إشارة لقسْم المحاريث الهندسة الميكانيكية بمستوى عاجل وهام بالشروع فى التنفيذ فى 25 نوفمبر 1973 لكيما تُضمن هذه المساحة فى برامج الحرث العميق وقد أُستُلِمت تلك الإشارة بروح معنوية عالية. ونسبةً لضيق الزمن وبرامج الحرث العميق قَطَعت شوطاً فى أرض القطن كان علي المسئولين فى قسم المحاريث المطالبة بمواقع العمل كما دخلت الجرارات الثقيلة مكتباً وإستطاعوا أن يتحصلوا على البرامج من زملائهم مفتشي الغيط بالمكتب والأفندة والترعة والنمرة والحواشة. وقد أخذت الجرارات الثقيلة معها معظم الأراضي التى تم تحديدها علماً بأن بقايا الذرة فى بداية العمل ما زالت تعوق سيرها فى بعض المساحات. وممّا لا شك فيه فقد ترتب على التوزيع الجغرافى للأراضي للعشرة ألف فدان من أقصى جنوب الجزيرة إلى أقصى شمالها وفى قسمين بالمناقل على مساحات صغيرة الكثير من الصعوبات التى واجهت العاملين فى قسم المحاريث إلا أن تَوفُر إمكانيات الرى بالترع دون منافسة للمحاصيل الأخرى كالفول والذرة كانت تتحكم فى إخراج التوزيع بهذه الصورة. هذا ولتكملة المساحة بالأراضى التى لم تؤخذ مع أرض القطن فقد إستقطع قسم المحاريث عدداً معيناً من الجرارات الثقيلة عادت مرة أخرى وأخذت ما فاتها فى مسيرتها الأولى كما إستقطع فى نفس الوقت أحد الجرارات بالناموسة لتطهير أبوعشرينات رى الأرز التى لم يَتَمكن من أخذها التِيم الذى كان يعمل فى أرض القطن والجدير بالذكر أن طاقة قسم المحاريث من الجرارات الثقيلة على النحو التالى :-
58 جرار تنجز سنوياً 365 ألف فدان حراثة عميقة فى القطن.

8 جرار تنجز سنويـاً 1 مليون فدان تطهير أبوعشرين لرى أرض القطن والذرة والقمح والغابات والجنائن.

إنتهى قسم المحاريث بصفة عامة من العملية الأولى لأرض الأرز الحرث العميق فى 22/4/1974 فى مساحة قدرها 10.084 فدان كما أنجز حوالى 75% من المساحة فى نظافة أبوعشرينات للرى.

(‌ب) العملية الثانية - الدِسْـك :

وفى 9/5/1974 أُصْدِرَ البرامج الزمنى للعمليات اللاحقة للحرث العميق لتحضير وزراعة 10.000 فدان أرز بمساحات التفاتيش وتوزيع الآلات عليها وفق ما كان متاحاً من طاقات بحيث تبدأ العملية الثانية – (الدِسْك) اللاحقة للتروية فى 15/5 وتنتهى فى 30/6 وتبدأ الزراعة فى 15/6 لتنتهى فى 10/7. وكان مقدّراً للتروية أن تسبق تلك التواريخ بإسبوعين إلى ثلاثة لكيما تتسنى درجة معقولة من الجفاف لبدء العملية الثانية. وقد أخذت الجرارات لعملية الدِسك العريض أماكنها الموضحة فى البرامج الزمنى لعمليات الأرز منذ 15/5 وهى تقف فى نقاط البداية فى إنتظار جفاف ما تمّ ريّه من أراضى. تأخرت التروية فى نسبة كبيرة من الأراضى مما كان مقدراً لها بسبب قفل الخزان للصيانة كما علمنا. ويُشير أحد التقارير إلى أن التروية فى 11/5 كانت كالآتى:-

القســـم المساحة بالفدان
القسم الجنوبى 100%
القسم الوسط 70%
قسم وادى شعير صعوبة في رى مكتب سرحان
قسم الهُدى 50%
القسم المنسى 70%

ناهيك عن أقسام شمال الجزيرة. وبالتالى وبسبب لِين الأرض حتى 26/5 كان جملة الفدان المنجز بعملية الدسك 420 فقط، ولولا إستجابة سُلطات الرى السريعة لتوجيه المياه للمساحات المقررة لما أمكن تضافر الجهود بتلك الصورة التى أُنجِز بها العمل بأكمله. لا سيما وقد إتضح أن عملية التروية ضرورة لا محالة منها على أثر تجربة أجريت خصيصاً بالدسك على أرض محروثة عميقاً وناشفة. بل وقد كان هنالك تخوف فى بادئ الأمر أن هذه العمليات إنتهاءً بالتسطيح سوف لا تُعطى المستوى الذى يطلبه الخبراء الصينيون إلا أن ما تم إجراؤه من تجارب فى وقت وجيز على أراضى بدرجات متفاوتة من الرطوبة أوضح أن عملية واحدة للدسك كانت ذات مفعول مقبول على أن تصل درجة الجفاف نسبة معينة من الرطوبة فى التربة وقد كانت النقاط التالية والتى حُصرت فى خطاب للسيِّد المحافظ بالإنابة مثار جدل وبحث بين مجموعات الزملاء على الطبيعة فى ذلك الحين :-

(‌أ) تأخر نزول الماء فى الترع وتأخرت بالتالى التروية

(‌ب) تفاوتت التروية من مكان لآخر بين ثقيلة ومتوسطة وخفيفة

(‌ج) بعض المزارعين رددوا الماء

(‌د) أعقبت التروية حرثاً عميقاً خلف تربة مفتتة تأخذ كميات كبيرة من الماء

(‌ه) عدم المعرفة المسبقة باليوم المناسب (optimumday) لدخول الدساكى

(‌و) عدم معرفة نوع التربة (إتفقنا آخيرا إلى أن "سيوه" التى إستعملها أحد عمال المحاريث هى أنسب تربة).

ومن الجانب الآخر فقد برز إتجاه كما سبق ذكره بإستعمال نوعين من الدساكى لتكرار العملية مرات عديدة مثلما برز إتجاه سابق له على أثر عدم توفر الماء فى الوقت المناسب يرمى إلى أن تسرب الأراضى التى تم حرثها ولم تروى ثم تروى ثم يفتح السراب مع زحافة وآخيراً يدخلها الدسك على أن تُزحَّف مرة أخرى فى النهاية. وقد أُسْتُبْعِد الإتجاهان بسبب ضيق الزمن وتكاليفهما الباهظة بالإضافة إلى أن الإتجاه الثانى سوف لا يُعطى العمق المقرر المحدد بـ 22 سنتمتر على الأقل.

وبعد أن برهن الدسك على الأداء المقبول مضى قسم المحاريث فى تكملة برامجه للعملية الثانية (فى تنسيق مباشر مع الزملاء مفتشى الغيط للوصول إلى الأرض الجاهزة) بالدساكى المنتشرة فى نقاط متعددة من أقصى الجنوب إلى الشمال، وقد كان العدد المتوفر من الدساكى العريضة 23 فقط أُلْحِقَ بها عدد بسيط من الدساكى القرصية فى النهاية لإستعجال الفراغ من العملية إذ كان جملة ما أُنْجِزَ منها حتى أول يونيو 1500 فدان

وفى 7 يونيـو 2640 فدان

وفى 13 يونيو 5500 فدان

وفى 20 يونيو 7978 فدان

وفى 26 يونيو 9570 فدان.

وإكتملت عملية الدسك فى الإسبوع الآخير من شهر يونيو وتبِعتها تدريجياً عملية تزحيف الأرض.

(‌ج) العملية الثالثة – الزراعـة :

أُسْتُعْمِلَ نفس الدسك العريض بالزراعة الملحقة به بعد تطبيق التعديل الذى أدخلته مصلحة الهندسة الزراعية عليها بإضافة جهاز للهايدرولك لرفع الصاجات ما لزم وتقفيل بعض فتحات الزراعة لكيما تُنْشر البذور على سطح الأرض فى خطوط متوازية تبعد عن بعضها البعض حوالى 30 سنتمتراً وتعطى معدل 50 كيلو للفدان الواحد وتُدفن مباشرة بواسطة الدسك على العمق العملى الذى كان فى متوسطه لا يقل عن الخمسة سنتمترات داخل التربة الناشفة من سطح الأرض وقد كان مقرراً تحت تلك الظروف أن يُشْرع فى زراعة الارز فى 20/6 إلا أن هطول الأمطار صباح ذلك اليوم على نطاق واسع تسبب فى تأخير بدء العمل وقد أخذ العاملون فى الهندسة الزراعية والميكانيكية يعملون فى تعاون وثيق لوزن الزراعة الأولى (الدسك) فى تفتيش نور الهدى (السيد فارم) أيام 22-23-24 لتحقيق المواصفات الدقيقة التى طلبها الخبراء الصينيون وبالفعل تمكّنوا من الوصول إلى معدلات مقبولة. تمّ عرض أول أداء للزراعه (الدسك) الموزونة عليهم فى جمع حضـره كافة المسئولون والإخوة المزارعون فى المنطقة. وبعد إعتمادها ُشرِع فى تعميم تطبيق الوزنات على بقية الزراعات الموزعة على الأقسام بالشكل الآتى كمرحلة أولى :-

القســــــم المساحة بالفدان العــدد
الجنوبى 3000 6
الوسط 3000 6
الهدى والعنسى 3000 7
المسلمية ووادى شعير 500 2
الشمالى والشمالى الغربى 500 1

وفى 26 يونيو أمكن زراعة 180 فدان فى تفاتيش بركات بالقسم الوسط ونور الهدي (السيد فارم) بالقسم الجنوبى والملان بقسم الهدى.

تَضَمَّنت توجيهات الخبراء الصينيين دفن البذور إلى عمق لا يتعدى السنتمتر الواحد إلا أن تصميـم الآلة المتاحة والتى عُدلتْ لأداء العمل ومن الجانب الآخر مستوى تحضير الأرض لا يتسنى معها بأى حال من أحوال تخفيض العمق إلى ما يقل من الخمسة سنتمترات مثلما سبق ذكره مع ملاحظة أن رى الأرض بعد الزراعة مباشرة لطبيعة تربة الجزيرة يتسبب تلقائياً فى خفض هذا العمق إلى ما يصل إلى حوالى ثلاثة سنتمترات. وأُعْتُبِر الأداء مقبولاً على أثر ذلك وتم تعميمه. هذا وقد توصل قسم المحاريث إلى إدخال تعديل على الزراعة يقضى بإستعمال اليد والزرقينة الميكانيكية ولكن سرعان ما أدى تعديل الهايدرولك نتائج حسنة ولم يُلجأ للتعديل الميكانيكى إلا عند الضرورة ومن باب الإحتياطى فى حالة تعطُّل الهيدرولك أو لِسَد النقص.

لقد تعثرت عملية الزراعة فى أماكن عدة وأوقات مختلفة بسبب هطول الأمطار حيناً وعدم وفرة الجازولين فى المواقع المقررة أحياناً ولسبب إنتظار البنزين واللجوء لأخذه من بركات وعدم وصول اللساتك الخارجية والداخلية للدساكى والإعتماد المتواصل على ترقيع الأنابيب. هذا وقد بذل باشمفتشو التفاتيش كل ما فى وسعهم لتسهيل عملية الوابورات والمضى قدماً بعملية الزراعة حتى تنتهى فى موعدها المحدّد لا سيما بالنسبة لتوفير البذور من التفاتيش فى الصباح الباكر ومتابعة العمل وإستلامه. كما كان للمزارع ووقوفه أمام حواشته أثناء أداء العمل من التشجيع ما جعل سائقى الجرارات والميكانيكية والمراقبين الميكانيكيين والمراقبين والمهندسين ميكانيكيين وزراعيين لا يألون جهداً فى تخطى كافة المصاعب إلى أن أمكن إنجاز:

1.580 فدان حتى 3/7

4.490 فدان حتى 11/7

6.352 فدان حتى 17/7

9.061 فدان حتى 24/7

وبنهاية يوليو إكتملت الزراعة بالآلة بحمْدِ الله

(د) العملية الرابعة – الحصَـاد :

وصل الأرز مرحلة النضوج فى النصف الثانى من نوفمبر. وعندها شُرِع فى الحصَاد بدقّاقات القطاع الخاص تحت إشراف مصلحتى الزراعة والهندسة الزراعية وأخَذ الأرز الخام طريقه إلى أحد المخازن فى مارنجان ينتظر إعداده بالتقشير والتبييض.

المعـامـلات الأخـرى

لقد تكاتفت كل مقومات الإنتاج البشرية والآلية ووُفرت للمحصول كل المعاملات على نحو ما وجه به الخبراء الصينيون وما هو أصلاً مكتسب من خبرات فى إنتاج المحاصيل الأخرى بالمشروع. وقد ظلّت مصلحة الزراعة تُصْدِر التوجيهات من وقت لآخر وحول عمليات التحضير كان من بينها الآتي :-

(‌أ) عمل أبوستة فى نصف الحواشة (العشرة أفدنة) مع عمل تقانت قوية تساعد على السير لمراقبة العمليات الزراعية كنظافة الحشائش ووضع السمَاد وتنظيم الرى.

(‌ب) توزيع السماد البلدى (الماروق) بمعدل طن للفدان (إن وُجِد) قبل الزراعة.

(‌ج) تبدأ الزراعة على الناشف فى 74.6.20 وذلك بعد تحضير المهود الجيدة للزراعة.

(‌د) يُزرع الارز على أرض مسطحة فى خطوط مستقيمة - بآلة – تبعد عن بعضها بحوالى 26-30 سم وبإستعمال تقاوى بمعدل 50-60 كجم للفدان الواحد.

(‌ه) يتم تقسيم العشرة أفدنه إلى 20 إنقاية بالطول بعد الزراعة وقبل الرى وذلك للتحكم فى عمليات الرى (كما فى الصورة المرفقة التى توضح تخطيط الحواشة).

(‌و) يبلغ طول الإنقاية من أبوستة الخارجى لأبوستة الداخلى 75 م وعرضها 14 م يتوسطها رباط وبذلك تكون مساحة الرباط 37.5 م × 14 م .

(‌ز) نصيب المزاع فدانين (56 م × 150 م) مقسمة لستة عشرة إنقاية (حوض = 37.5 م × 14 م).

(‌ح) زيادة التقانت والجدوال من 7 إلى 10 وضرورة عمل تقانت عالية ومتينة تتحمل الرى الثقيل وأن يكون رسمها فى خطوط مستقيمة حسب المقاسَات المطلوبة أعلاه.

وقد قَام المزارعون وِفق تلك التوجيهات وبما لهُم من سابق خبرة بدورهم حول تحضير الأرض حتى إكتملت العمليات الآتيه على أحسن وجه وفى الوقت المناسب :-

(‌أ) إزالة بواقى عرش الذرة

(‌ب) التسطيح بالزحافة

(‌ج) التقطيــع

(‌د) تجهيز أبوستات والجداول والتقانت.

وما أن ظهر نبات الأرز بالمستوى المشرف بعد مضى 5 إلى 7 أيام من زراعته حسب ما مقدّر له إخضرت كافة الحقول به تدريجياً ثم ظهرت الصَفَقَة الثالثة حتى شُرِع فى عملية حش الأعشاب، بل وجَدَ النبات الرِعاية على ضوء توجيهات الزراعة فيما يلى :-

(‌أ) سيُعطى الأرز سماد اليُوريا والتربلسيوبر فوسفيت بمعدل 40 كجم للفدان من سماد الأزوت (اليوريا) كدفعة أولى مع الزراعة

(‌ب) تروى الأرض رياً خفيفاً بعد الزراعة مباشرة

(‌ج) الرى بعد الإنبات يكون كل اربعة أيام.

وكانت المعاملات من بذور محسنة وعينات منتقاة ورى ومخصبات ومكافحة للحشرات والحشائش تُبَشِّر بالحصول على إنتاج مُشَجِّع لاسيما وقد سبق ذلك أن حضر المهد الصالح لقبول البذور بمستوى مقبول حسب المعدلات الآتيه :-

الوصـــــف المقــــاييـس
الحرث العميق 22 سنتمتر عمق
الدِســــك 15 سنتمتر عمق
التسطيح بالزحافة 5 سنتمترات من أعلى إلى أدنى بقعة فى الحقل
عمق وضع الحب من السطح سنتمترات (مطلوب)
تعميم الماء فوق السطح 2-3 سنتمتر
خطــوط النبـــات 30-33 سنتمتر بين الخط والآخر
بين الشجرة والخرى 3 إلى 4 سنتمتر (مطلوب)

وفى الوقت الذى ساعدت فيه عمليات التحضير فى مكافحة الحشائش و الحشرات نجد أن تربة أرض الجزيرة نفسها صالحة لزراعة الأرز من حيث الخصائص الطبيعية المطلوبة.

وها قد تَحقَّقَت المعجزة بإنتاج لا يقل من المقرر له أى وصل إلى حوالى الطن الخام للفدان وسيصل إلى 0.7 للفدان أرزاً أبيضاً حسب توقعات العاملين فى مصلحة الزراعة علماً بأن إنتاجية الأرز فى مشروع أويل بمحافظة بحر الغزال حتى آخر إحصائيات عنه لم تتعد الـ 0.4 من الطن الشعير للفدان. وقد كان لأثر تأسيس المحصول بدقة وبالأخص التخلص من الحشائش التى زاحمته أن بلغ أعلا إنتاج فى إحدى الحواشات ما يقارب 2.5 طن أرز شعير للفدان الواحد بينما فى نفس النمرة أعْطَى محصول طغت عليه الحشائش كلية إنتاجية لم تتعد 75 كيلوجرام فقط للفدان ويعنى ذلك أن هنالك مجال كبير للتحسين وتحقيق معدلات أعلا مستقبلاً.

تقديرات تكلفة الإنتـاج

العمليــة مليمجنيه

حــرث عميــق 2250

تطهير أبوعشرين 150

دســــــــــك 550

زراعـــــــة 600

الجملـــة 3550

وتُقدَّر تكاليف الزراعة والإعداد للأرز الأبيض من إنتاج هذا الموسم بمبلغ 170 جنيه للطن.

التوسع المرتقب لإنتاج الأرز فى الجزيرة

لقد تجمعت حصيلة ضخمة من الخبرات فى كافة المجالات لإنتاج الأرز وإعداده فى المشروع لدى إدارته ومزارعيه فى وقتٍ وجيز. وتجرى الإستعدادات منذ الآن لزراعة 25 ألف فدان فى الموسم القادم بخطى أكثر ثباتاً. ومن المتوقع أن ترتفع الإنتاجية عاماً بعد عام بالقدر الذى يُحقق الإكتفاء الذاتى من هذه المساحة حتى عام 1980.

تقشير وتبيض وإعداد الأرز

(‌أ) كيفية الحصُول على أرز أبْيض سليم :-

لحبة الأرز قشرة خارجية سميكة تحتوى على مادة السليكا وبالتالى تُعتبر هذه القشرة صعبة الكسر. وللحصول على حبة الأرز مع صغر حجمها ينبغى أن تُزال هذه القشرة الخارجية بالآلة دون إلحاق أى أذى بالحبة نفسها. وتحوى الحبة على غشاء خارجى (الردة) ينبغى إزالته ليترك أرزاً ابيضاً صالحاً للطبخ والأكل. ومعلوم أن الفائدة الغذائية للأرز الأبيض تزيد أو تنقص بدرجة إزالة ذلك الغشاء. مع ملاحظة الإختلاف فى الطقس ما بين الشتاء والصيف والخريف يجب التحكم فى درجة رطوبة الأرز الشعير بحيث لاتقل عن 12% ولا تزيد عن 14% لكيما يتسنى إستخراج أرز أبيض سليم ويعنى ذلك أن يُختار وقت الحصَاد ويُجفف الأرز فى الحقل إن كانت درجة الرطوبة عالية على أن لا يُعرض على أشعة الشمس الحارة بحيث تختلف رطوبة الحبَّة بين خارجها وداخلها مما يتسبب أيضاً فى إرتفاع كمية المكسور عند التفشير.

(‌ب) إختبار تصافى التقشير :-

لقد أبدت إحدى الشركات الألمانية إستعداداً لمد خدماتها للجزيرة ولم تضن علينا بالمعلومات المفيدة والمطبوعات والكتلوجات عن الآلات المختلفة للتقشير والتبيض والردة. أرسلنا إلى تلك الشركة 40 كيلو أرز شعير من إنتاج تجربة 73/1974 فى الجزيرة لإجراء الإختبار عليها بمعامِلها . وقد قامت الشركة مشكورة بتقشيرها على الطريقتين :-

(1) الجـافة :-

وحَوَتْ النظافة – التقشير – فصْل القشور – التبييض وجاءت بالنتائج الآتيه :-

القشــور 22%
الـــردّة 8 %
الحب السليم 53 %
الحب المكسور 17% 
  100%

وقد كان اللون أبيضاً طباشيرياً.

(2) المبخــر :-

القشــور 22%
الـــردّة 6%
الحب السليم 71 %
الحب المكسور 1%  
  100%

وقد كان اللون أصفـراً.

وتعتبر هذه نتائج مشجعة دون أدنى شـك.

(‌ج) المعالم العامة لوضع الخطة لإعداد الأرز :-

لكيما يتسنى وضع الخطة لتقشير وإعداد الأرز تحت ظروف الجزيرة كان لابد من تسوية التساؤلات الفنيّة الآتيه :-

  1. حجم ونوع المخازن – عادية/صوامع وطرق التخزين للأرز الشعير – الأبيض – الرَدَّه.
  2. ساعات العمل اليومية وطول موسم العمل وأثر الخريف.
  3. تحديد المتطلبات وحجم الآلات الكلى لمضارب الأرز.
  4. الحجم الإقتصَادى المفيد لخط التقشير الواحد.
  5. وضع الآلات والخطوط وشكل مبنى الفبريكة لمضارب الارز.
  6. حجم وضرورة إضافة خط للتقشير المبخر
  7. حجم وضرورة إضافة آلات التجفيف.
  8. كيفية التخلص من القشور وإمكانية الإستفادة منها.

وقد إستوجب ذلك زيارة كلٍ من كينيا وتانزانيا للوقوف على الطرق المتبعة فى إعداد الأرز والإستفادة من خبرات تلك البلدان تحت ظروف لا تختلف كثيراً عن ظروف الجزيرة فى البعض من العوامل وفى مقدمتها تَقلبات الطقْس بين حار ورطب وجَاف. وقد إستغرقت الزيارة حوالى الإسبوعين فى الفترة 3/8/74 - 13/9/1974 أمكن خلالها التعرف على وسائل الإنتاج والإعداد ومُشاهدة الفبَارك التى شُيِّدت بعضها بالآلات الألمانية فى كل من البلدين وتلك التى شَيَّدها الصينيون فى إحدى مزارع الدولة بتانزانيا. وبالتالى أمكن الإجابة على كافة التساؤلات سابقة الذكر على النحو التالى :-

لكيما يتسنى وضع الخطة لتقشير وإعداد الأرز تحت ظروف الجزيرة كان لابد من تسوية التساؤلات الفنيّة الآتيه :-

(1) حجـم ونـوع المخـازن:

لقد إتضح أن الضرر سيكون أكثر بسبب حرارة الطقْس مع قِلَّة الرطوبة خلال أشهر الصيف فى الجزيرة ممّا يستدعى حِفْظ المحصول إما داخل مخازن مُعَدَّة لذلك أو تغطيته عند الضرورة بالمشمعات بعد وضعه على قاعدة من الأخشاب فوق سطح الارض. ويجب أن تُغطى طاقة التخزين حاجة المضرب خلال أشهر الصيف الحارة والخريف ويعنى ذلك الفترة من مارس إلى إكتوبر. وقد نُلاحِظ أن التخزين فى جملون عادى تُغَذَّى منه الفبريكة مباشرة بسيور ناقلة ميسور وأقل تكلفة من تشييد الصوامع.

(2) ساعات العمل اليومية وطول موسم العمل وأثر الخريف:

عادةً ما تُصمم آلات التقشير والتبيض لتعمل 24 ساعة يومياً وتُقَدَّر أيام العمل خلال السنة بـ 250 يوماً بعد إبعاد الإجازات وإبعاد أيام التوقف للصيانة والعمرات علماً بأن الأرز يحافظ على رطوبته التى إكتسبها من الحقل ما لم يُعرض على جفاف أو رطوبة مباشرة مهما كانت حالة الطقس خارج مكان التخزين. وتبلغ أعلا درجة للرطوبة النسبية فى كينيا وتانزانيا 80% إلى 90% ولا يعوق ذلك سير العمل الذى يستمر خلال مواسم الأمطار دون توقف.

(3) تحديد المتطلبات وحجم الآلات الكلى لمضارب الأرز:

بُنيت متطلبات الطاقة المضربية للجزيرة على النحو التالى :-

المحصول المتوقع 25.000 فدان × 2/11 طن شعير = 37.500 طن
طـاقة الماكينـات فى السـاعة 37.500
250 يوم × 24 ساعة = 6.25 طن
طاقة الآلات الموردة من الصين الشعبية فى الساعه 3.52 طن
الطاقة الإضافية المطلوبة فى الساعة = 2.73 طن.

يجب أن تشمل الآلات معدات نظافة ذات كفاءة عالية لفصل المواد الغريبة وبالأخص الطمى العالق بها.

سوف تعد هذه الطاقة فى الفترة نوفمبر بعد الشروع فى الحصاد مباشرة إلى فبراير حوالى 14,400 طن وبالتالى يجب تخزين المتبقى وقدره 23.100 طن لمقابلة حاجة المضرب فى أشهر الصيف الحارة والخريف.

(4) الحجم الاقتصَادى المفيد لخط التقشير الواحد:

يلزم أن يكون هنالك أكثر من خط ويُعتبر تَعدُّد الخطوط للماكينات مفيداً حتى يمكن تقشير أكثر من عينة واحدة فى وقت واحد وحتى لا تتوقف كل الفبريكة فى حالة ما أُصِيب جزء منها بعطل طارئ.

(5) وضع الآلات والخطوط وشكل مبنى الفبريكة:

بالنسبة لمبنى الفبريكة فقد إتضح أن الوضع سيكون أكثر إقتصاداً إذا ما شُيِّد جملون واحد ليحوى المخزن للأرز الخام والمضارب والمخزن للأرز الأبيض والرده وفى هذه الحالة يُستحسن أن يكون هنالك متسع لأربع خطوط مُتوازية تُرَكَّب فى جانب واحد من الجملون.

(6) حجم وضرورة إضافة خط للتقشير المبخر:

يوجد فى أحد المضارب بكينيا خط للإعداد المبخرى ولكنه قلما يستعمل إذ أن الأرز المبخر غير مرغوب فيه للإستهلاك المحلى ولا تبرر كفاءة التقشير والقيمة الغذائية الإضافية وحدها التكاليف العالية لإضافة مثل هذا الخط.

(7) حجم وضرورة آلات التجفيف:

يس هنالك ضرورة لإضافة معدات للتجفيف تحت ظروف الجزيرة ويكفى أن يجفف المحصول قبل تعبئته فى جوالات سعة 75 كيلو حسب ما هو مطلوب علماً بأن عملية التجفيف الصناعى باهظة التكاليف.

(8) كيفية التخلص من القشور وإمكانية الاستفادة منه:

يتم التخلص من القشور بنقلها بعيداً عن الفبريكة وحرقها إلا أنه يمكن نقلها مباشرة بعد فَصْلِهَا إلى خارج المضرب لِمسافة 100متر ميكانيكياً بواسطة دفع الهواء. وهنالك يمكن حرقها على أن تُنقل بقايا الحريق إلى مكان نائى وهى تشكل نسبة بسيطة. ولعل أقرب الطرق للإستفادة من القشور هى أن تُضْغَط فى شكل قِطَع وتُستغل فى إستخراج طاقة حرارية عالية للإستعمال المنزلى. هذا وعادةً ما يُستَفاد من الردة فى تغذية الحيوانات وبالتالى تُسَتَّف فى جوالات وتُوزَّع حسب الطلب.

(‌د) تنفيـذ الخطَّـة للإعْـدَاد :-

وصل الخبراء الصينيون فنيـو التقشير فى آخر سبتمبر المنصرم ووُضِعَتْ أمامهم تفاصيل الخطّة. وبما أن تشييد الفبريكة كإجراء مستديم سوف يستغرق زمناً ليس بالقصير فقد أتفق الرأى لأن تُركب ماكينات الخطين الموردة من جمهورية الصين الشعبية بصفة مؤقته للشروع فى تقشير الأرز الخام الذى بدئ بالفعل فى حصَاده وتخزينه فى مبنى الفبريكة المؤقتة (أحد المخازن الجاهزة بمارنجان). وسوف يتم التخلص من القشور وهى تشكل 22% بنقلها باللوارى وحرقها فى مكان بعيد. حالما يكتمل المبنى للفبريكة المستديمة سوف يتم تحويل الآلات وإعادة تركيبها حيث تُستغل نفس التركيبات من الإجراء المؤقت بمتطلبات العمل من كهرباء ومعدات مكمِّلة وبالأثاثات لتركيب الماكينات نفسها. هذا وقد أُجيز الاجراءان المؤقت والمستديم بتكاليف المتطلبات الأساسية فى حدود المبلغ المصدّق سلفاً وقدره 269.675 جنيه وكذلك مصروفات التشغيل والعاملين على أساس تكلفة إعداد الطن الخام 4.260 ملمجـ مِثلما وُضِعَ لها من قبل. تُكَثَّف الجهود الآن لكيما يُستخرج أول جوال بالأرز الأبيض من الفبريكة المؤقتة فى ميعاد سبق وتقرّر له 15 يناير 1975. ويجدر بالذكر أن خطة للشغيل قد وُضِعَت بكافة متطلباتها بما فى ذلك تحديد خط سير الأرز فى الفبريكة المؤقتة ونظام معاملته منذ إستلام الخام وحتى توزيع الأرز الأبيض والردة.

الخــاتمـة

فى الختام يٌلاحظ أن الآلة أٌسْتغلت فى :

(‌أ) تَحْضير الأرض

(‌ب) زراعـَـة الأرز

(‌ج) الحصـَـاد

وسوف تُستغل بإذن الله أيْضَاً فى :-

التقشير والتبيض والإعداد بدرجة لم يسبق لها مثيل فى مكان آخر مِثلما شهدتْه الجزيرة فى أول تجربة لزرَاعة الأرز.